بالصور| تستغرق 6 أيام.. رحلة أداء حجاج بيت الله الحرام للمناسك
بدأ حجاج بيت الله الحرام، اليوم الجمعة الموافق الثامن من ذى الحجة لعام 1440 هجرية، أداء أول مناسك الحج، وذلك بقضاء يوم التروية بمشعر منى، استعداداً للصعود إلى مشعر عرفات غداً السبت.
فى السطور التالية يأخذ موقع "مصر العربية" متابعيه فى رحلة المناسك ليكشف لهم ما يفعله حجاج بيت الله الحرام خلال فترة الحج، وفق البيانات الصادرة عن الأزهر الشريف.
فى وقت الضحى يوم التوية يحرِم الحاج من المكان الذى نزل فيه وينوي أداء مناسك الحج، ويقول: لبيك حجاَ وهو ما يسمى ب(الإهلال بالحج)، ثم ينطلق إلى منى وهو يلبي ويصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة فى وقتها، ويصلي الرباعية منها ركعتين قصراَ بلا جمع، ولا فرق بين الحجاج من أهل مكة وغيرهم فالجميع يقصر الصلاة، ثم يبيت فى منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
فى اليوم التالي يصلى الحاج الفجر، وبعد طلوع الشمس ينطلق إلى عرفة وهو يلبى و يكبر ويرفع بذلك صوت، ويكره للحاج صيام هذا اليوم حيث وقف النبى صلى الله عليه وسلم مفطراَ إذ أُرسِل إليه بقدح لبن فشربه، ومن السنة أن ينزل الحاج فى نَمِرَة إلى الزوال إن أمكن.
تكون هناك خطبة وبعدها يصلى الظهر والعصر جمع تقديم بركعتين لا يُجهر فيهما بقراءة القرآن وتكون بأذان وإقامتين، ولا يصلى الحاج بينهما ولا قبلهما شيئاَ من النوافل، بعدها يدخل عرفة ويتأكد أنه داخل حدودها لأن وادى عَرْنة ليس من عرفة.
وإن تيسر للحاج أن يقف عند الصخرات أسفل الجبل - الذى يسمى جبل الرحمة ويجعله بينه وبين القبلة فهو أفضل، وليس من السنة صعود الجبل، كما يفعل بعض الناس.
على الحاج أثناء الدعاء أن يستقبل القبلة رافعاً يديه وأن يدعو بخشوع وحضور قلب حتى الغروب و لا يخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس، وبعد الغروب ينظلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة حيث يصلى المغرب والعشاء جمعاً وقصراً فإن كان يخشى أن لا يصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب الزحام أو غيره، فإنه يجب عليه أن تصلى ولو فى الطريق، والمهم فى ذلك أن تصلى الصلاة قبل أن يخرج عليك وقتها، ثم ينام حتى الفجر، أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل والأحوط بعد غيبوبة القمر.
ورد فى وجوب المبيت فى مزدلفة قوله صلى الله عليه و سلم "خذوا عنى مناسككم" ولقوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام "- فهذا الأمر القرآنى الصريح يدل على أنه لابد من ذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات، ومزدلفة كلها موقف، تدخل فى مسمى المشعر الحرام، أما المعذور فله أن يذكر الله ليلاً.
يوم الحج الأكبر
فى يوم العاشر من ذى الحجة ثالث أيام الحج يوم "النحر" يصلى الحاج صلاة الفجر فى مزدلفة إلا الضعفاء والنساء، يجوز لهم الذهاب إلى منى بعد غيبوبة القمر، بعد صلاة الفجر والإنتهاء من الأذكار يستقبل القبلة: فيحمد الله ويكبره، ويهلله، ويدعوه حتى يسفر الصبح جداً.
بعدها ينطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبياً، إذا مرر بوادى مُحَسِّر تسرع السير إن أمكن، ويلتقط سبع حصيات من أى مكان من طريقه أو من منى، ويستمر فى التكبير والتلبية ولا يقطع التلبية إلا مع بداية الرمى ثم يقوم برمى جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر مع كل حصاة، يذبح الهدى ويأكل منه ويوزع على الفقراء، عملا بقول الله تعالى: "فكلوا منها و أطعموا البائس الفقير" والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط ويقول عند النحر: "بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل منى".
بعدها يقوم الحاج بحلق أو يقصر مع تعميم الرأس كله والحلق أفضل مبتدئاً، باليمين، وهذا الحلق فيه كمال الخضوع والذل والإنقياد لله عز وجل، أما المرأة فتقصر بقدر أنملة، وهى طرف الأصبع، وبذلك يتحلل الحاج التحلل الأول فيلبس ثيابه ويتطيب.
ويحل له جميع محظورات الإحرام إلا النساء فلا يحل له الجماع إلا بعد طواف الإفاضة والسعى إن كان عليه سعى، فإذا جامع الرجل زوجته بعد رمى جمرة العقبة فحجه صحيح وعليه دم شاة توزع على فقراء الحرم، بعد ذلك يذهب إلى مكة ويطوف طواف الإفاضة بدون رمل ثم يصلى ركعتى الطواف، ولقد طاف النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا اليوم متطيبا لابسا الملابس العادية.
ثم يسعى والسعى على المتمتع، وكذا على القارن والمفرد اللذين لم يسعيا مع طواف القدوم، وبذلك تتحلل التحلل الكامل، ويشرب من ماء زمزم ويصلى الظهر فى مكة إن أمكن، ثم عليه المبيت بمنى باقى الليالى.
يوم التشريق الاول
يقول الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله" رواه مسلم، وفى يوم التشريق الأو يبدأ الحاج رمى الجمرات الثلاث بعد الظهر أى بعد الزوال حيث يجمع إحدى وعشرين حصاة من أى مكان من منى، ويبدأ برمى الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التى تسمى العقبة، ويرمى كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى ويكبر مع كل حصاة، والأفضل فى رمى الجمرة الصغرى والوسطى أن يرميها وهو مستقبل القبلة والجمرة بين يديه ثم يتقدم على الجمرة أمامها بعيداً عن الزحام فتستقبل القبلة ويدعو طويلاً، ويرمى جمرة العقبة مستقبلها جاعلا الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه ثم يذهب ولا يقف للدعاء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقف بعدها.
يوم التشريق الثاني
فى يوم التشريق الثاني يلزم الحاج المبيت بمنى هذه الليلة، وبعد الظهر يرمى الجمرات الثلاث ويفعل كما فعلت فى اليوم الحادى عشر فيرمى بعد الظهر والصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ويقف للدعاء بعد الصغرى والوسطى، وبعد أن ينتهى من الرمى إن أراد أن يتعجل فى السفر جاز له، وفى هذه الحالة يلزمه الانصراف من منى قبل غروب الشمس ويطوف طواف الوداع، لكن التأخر للحاج أفضل لقول الله تعالى "فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"، ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنيل فضيلة الرمى، وإذا أمكن الحاج أن يصلى أثناء بقائه فى منى أيام التشريق فى مسجد الخيف كان أفضل، لأنه "صلى فى مسجد الخيف سبعون نبياً".
يوم التشريق الثالث
بعد المبيت بمنى ليلة الثالث عشر، يرمى الحاج الجمرات الثلاث بعد الزوال ويفعل كما فعلت فى اليومين السابقين، فإن عزم الرجوع إلى بلده يطوف طواف الوداع، أما الحائض والنفساء فليس عليهما طواف وداع، إلا إذا طَهُرَتا قبل السفر فوجب عليهما، قال الله تعالى "وأتموا الحج والعمرة لله"، وبذلك يكون الحاج قد أتم مناسك الحج.